مؤتمر دولي في “باليرمو” الإيطالية يدعو لإنقاذ تراث “سقطرى”
يمنات – صنعاء
أُطلق الجمعة، المؤتمر الدولي الثامن عشر والاجتماع العام السنوي لأصدقاء سقطرى في مدينة “باليرمو” الإيطالية والذي يهدف إلى تعزيز الوعي للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي الفريد لجزيرة سقطرى أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو الطبيعية.
وقالت منظمة “اليونسكو” في تقرير على موقعها الإلكتروني، إن المؤتمر ينعقد من تاريخ 27 إلى 29 من سبتمبر الجاري.
ووفقا للموقع ويهدف المؤتمر إلى تعزيز الوعي للحفاظ على التراث الثقافي والطبيعي الفريد لجزيرة سقطرى ، أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو الطبيعية.
وأضاف: كما سيكون المؤتمر بمثابة منصة للأخصائيين الطبيعيين وعلماء الأحياء وعلماء الأحياء البحرية والجغرافيين وعلماء الاجتماع واللغويين وعلماء الآثار والمستكشفين والكتاب والمسافرين المهتمين في سقطرى لمناقشة وتقديم مشاريعهم الجارية والبحث العلمي حول الجزيرة.
وبحسب البيان يحضر المؤتمر أيضًا عدد من ممثلي الحكومات والمنظمات الدولية ومراكز البحوث والجامعات الدولية والمنظمات المحلية. وأشار إلى أنه خلال المؤتمر، سيقوم مكتب اليونسكو التابع لدول الخليج واليمن بالتعاون مع جمعية أصدقاء سقطرى بإطلاق حملة Connect 2 Socotra (# connect2socotra).
وأضاف أن هذه الحملة تهدف إلى رفع مستوى الوعي الدولي بالثراء الكبير والتعرض للتنوع البيولوجي الفريد للجزر ، وتراثها الثقافي الغني بما في ذلك المعرفة والممارسات المتعلقة بالبيئة الطبيعية ، وأهمية الحفاظ عليها.
ودعت منظمة اليونسكو وجمعية أصدقاء سقطرى المتاحف والحدائق النباتية والمعاهد الأكاديمية وغيرها من المنظمات في جميع أنحاء العالم التي تستضيف مجموعات مهمة تاريخياً وتقديم المشورة أو تحفيز المشاريع الجارية فيما يتعلق بسقطرى ، لتنظيم أحداث مختلفة مثل معارض التاريخ الطبيعي / التصوير الفوتوغرافي ، محادثات ومحاضرات عامة وورش عمل وعروض أفلام إلخ.
وبحسب البيان سيتم إطلاق حملة Connect 2 Socotra في حديقة باليرمو النباتية في إيطاليا ، وهي الأولى التي تستضيف الحملة ، وستصل من هناك إلى الحدائق النباتية في جميع أنحاء أوروبا والعالم.
وأكد أن جميع الأنشطة ذات الصلة بالحملة ستتم من الأسبوع الأول من أكتوبر وحتى نهاية ديسمبر 2019.
تركيز الانتباه على التنوع الحيوي للجزيرة
وخلال أعمال المؤتمر التي جرت اليوم، قالت مديرة اليونسكو في الدوحة “آنا باوليني” إن الهدف من الفعاليات هو “تركيز الانتباه على التنوع الحيوي للجزيرة، وهو أمر غير معروف على الإطلاق، وهو صورة مصغرة نادراً ما يتردد فيها العزل حيث حافظت العزلة على البيئة والنباتات والحيوانات”.
وأضافت: “نحن في وقت حرج بالنسبة لكوكبنا، الذي يصرخ في حالة إنذار. نحن نعيش فوق الاستدامة البيئية. وأكدت “باوليتي” أنه لا يزال هناك وقت للتعافي، ولكن فقط إذا فعلنا ذلك بسرعة، مؤكدة في الوقت ذاته أن أماكن مثل سقطرى قد تضررت بالفعل بسبب الأعاصير الأخيرة، مع أضرار التآكل وحتى أضرار السكان.
وبينت: جري إدخال أنواع غير مستوطنة إلى الجزيرة، وبدأ استخدام أشجار الدراكينا الأصلية كوقود ووفقا لتقرير حديث للأمم المتحدة أن هناك مليون نوع النباتات يواجه خطر الانقراض.
وقالت باوليني إن حملة Connect 2 Socotra تهدف أيضا إلى حث المجتمع العلمي على مواصلة الدراسة ، وعلى المجتمع اليمني إيلاء الاهتمام للسياحة والتنمية المستدامة”.
وقالت إن اليونسكو تدعو الحدائق النباتية في العالم إلى جمع الأموال لسقطرة خلال الحملة وتنظيم مبادرات مثل المعارض والسينما والكتيبات لتعزيز الجزيرة وزيادة الالتزام المدني بالتنوع البيولوجي.
لماذا مؤتمر سقطرى؟
ومؤتمر سقطرى الدولي والاجتماع العام السنوي لأصدقاء سقطرى، هو اجتماع سنوي كل عام يجمع علماء الطبيعة، علماء النبات ، علماء الأحياء البحرية ، الجغرافيون ، علماء الاجتماع ، اللغويون ، علماء الآثار ، المستكشفون ، الكتاب ، المسافرون المهتمون بجزيرة سقطرى من جميع أنحاء العالم. والعروض التقديمية والمناقشات تتحدث عن المشاريع الجارية والبحث العلمي حول سقطرى.
وبحسب موقع أصدقاء “سقطرى” يعزز الحضور بنشاط الوعي للحفاظ على الثقافة الفريدة للأرخبيل وطبيعته وتنميته المستدامة. وأضاف أن الهدف من ذلك هو إنشاء حدث يجمع كل الأشخاص الذين لديهم قلب في أرخبيل سقطرى وتنوعه البيولوجي وأساطيره وتقاليده وتاريخه ومستقبله.
وأكد أنه سيتم تثبيت معرض للتصوير لأنشطة FoS السابقة والحالية حول الجزيرة في مكان الاجتماع خلال أيام المؤتمر.
جزيرة يمنية
“سقطرى” جزيرة يمنية تحظى بموقع إستراتيجي هام، لقبت بأكثر المناطق غرابة في العالم نظراً للتنوع الحيوي الفريد بها والأهمية البيئية.
وتقع جزيرة أو أرخبيل سقطرى في الساحل الجنوبي للجزيرة العربية أمام مدينة المكلا شرق خليج عدن حيث نقطة التقاء المحيط الهندي ببحر العرب وكذلك إلى الشرق من القرن الأفريقي. وتبعد عن السواحل الجنوبية لليمن بنحو 350 كيلومترا.
ويتشكل الأرخبيل من عدة جزر منها درسة وسمحة وعبد الكوري، إلى جانب ست جزر صخرية. وعاصمة سقطرى هي حديبو، وتبلغ مساحة الجزيرة 3650 كيلومترا، أما عدد سكانها فيقدر بنحو 150 ألف نسمة.
التاريخ
تظهر التنقيبات الأثرية أن جزيرة سقطرى عُرفت منذ العهود القديمة، وأن حياة البرية فيها تعود إلى ألف سنة قبل الميلاد.
وجاء في كتاب لسان العرب للهمداني أن أصول سكان سقطرى تعود إلى مهرة بن حيدان وقبائل حِمْيَريه، وبعض العشائر يعود أصلها إلى حضرموت وسلطنة عُمان. وبسبب موقعها الإستراتيجي، تعاقبت على هذه الجزيرة موجات من البرتغاليين والرومان بهدف احتلالها، فضلا عن الإنجليز.
واسم سقطرى ذكره المؤرخون القدامى، وورد في كتب التاريخ والمعاجم اللغوية والخرائط الجغرافية بصور وأشكال مختلفة مثل سقطرة وسوقطرى وسوقطرا وسقوطرى وسكوطرة.
المناخ
مناخ الجزيرة استوائي، تبلغ درجة الحرارة في السهل والساحل 38 درجة صيفا، وفي أعالي الجبال من 25 إلى 28 درجة.
والأمطار موسمية في الربيع والخريف، وفي الشتاء تتعرض الجزيرة والمنطقة البحرية بصفة خاصة لعواصف ورياح شديدة.
التنوع البيئي يعتاش سكان الجزيرة على عائدات السياحة، وبيع منتجات مثل اللبان والصبر والمر والبخور، إضافة إلى أنواع مختلفة من عسل النحل بعضها نادر جدا ولا ينتج في أي مكان آخر من العالم. كما يعتمد بعض سكان بادية سقطرى على رعي المواشي (الإبل والأبقار والأغنام) بالإضافة إلى الصيد، وتشير مصادر إلى أن الصيادين في الجزيرة يمثلون ما نسبته 70% من السكان. وتعد سقطرى أكبر محمية طبيعية في بحرها وبرها، وأوسع متحف للثروة النباتية والأعشاب الطبية والأشجار المعمرة، وتنفرد بتنوع نباتي يضم نحو 850 نوعا من النبات، منها 293 نوعا مستوطنا.
ونادرا لا يوجد في مناطق أخرى من العالم، وهو ما جعل منظمة اليونسكو تصنفها عام 2008 ضمن قائمة التراث العالمي، كما أدرج الأرخبيل في يناير/كانون الثاني 2017 كأحد المواقع البحرية العالمية ذات الأهمية البيولوجية من قبل اليونسكو.
وسقطرى موطن لأشكال جميلة من الطيور الداجنة والطيور المهاجرة، ويوجد بها عدد من شلالات المياه المنحدرة من أعالي الجبال، وفيها كهوف وأكبر مغارة مأهولة، تسكنها عدد من الأسر مع المواشي.
كما أن جزيرة سقطرى موطن أشجار اللبان المشهورة خلال العصور القديمة، حيث يوجد فقط 25 نوعاً من اللبان في العالم بأسره، تسعةٌ منها في جزيرة سقطرى، واشتهر اسم سقطرى كثيراً في حضارات العالم القديم التي كانت تعتبر اللبان والبخور والمر والصبار سلعاً مقدسة، ولهذا السبب أطلق الإغريق والرومان على سقطرى “جزيرة السعادة”.
وأثار الموروث الطبيعي والثقافي لسقطرى فضول الكثير من العلماء الأوربيين خلال القرن الـ 19 الميلادي، ولقد اعتبرت قمة الأرض المنعقدة بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلية عام 1992 أن الجزيرة اليمنية ضمن تسع مناطق عالميا لا تزال بكرا، ولم تصبها أية عمليات تشويه.
سيطرة إماراتية
وعانت سقطرى كغيرها من المناطق اليمنية من تبعات الحرب، وظهرت انعكاساتها على الجانبين الإنساني والاقتصادي، وحتى على الحياة الطبيعية التي تمثل التراث العالمي الذي تزخر به الجزيرة، حيث لجأ السكان إلى قطع الأشجار واستخدام أخشابها في الطهو والتدفئة بسبب عدم وجود الغاز.
وبسبب مخزونها المتنوع وخصائصها الطبيعية الفريدة من نوعها، أسالت سقطرى لعاب الإمارات التي استغلت الأوضاع المتردية في اليمن لمحاولة بسط سيطرتها ونفوذها على هذه المنطقة، من خلال تحكمها في أنشطة الحياة هناك والعمل على شراء أراض يمنية، رغم منع السلطات بيع أراض لمستثمرين جانب.
وبداية مايو/أيار 2018 أقدمت الإمارات على إرسال قواتها بشكل مفاجئ إلى مطار سقطرى بلا تنسيق مع الجانب اليمني، وذلك بالتزامن مع زيارة للجزيرة من قبل رئيس حكومة هادي، أحمد عبيد بن دغر ووزراء، وهي الخطوة التي رفضتها الحكومة الشرعية واعتبرتها غير مبررة.
وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش في حسابه على تويتر قائلا “لنا علاقات تاريخية وأسرية مع سقطرى وأهلها.
ومنذُ ذلك الحين تتعرض الجزيرة لتغول إماراتي رخيص يعبث بتراثها الغني على مرأى ومسمع “اليونسكو” والمنظمات الدولية وغيرها، مستغلة حالة الفوضى التي تشهدها البلاد.
المصدر: المهرة بوست
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.